لا يغفل جميعنا عن دور المشيمة الأساسي في نمو الجنين وضمان حياة آمنة له داخل الرحم طوال فترة الحمل، ولكن في بعض الحالات تتقدم المشيمة نحو عنق الرحم لتنمو في غير مكانها الطبيعي، مسببة ما يطلق عليه المشيمة المتقدمة، ترى ما هي اسباب المشيمة المتقدمة ومخاطرها المحتملة على الأم والجنين؟
نعرض في هذا المقال معلومات هامة عن المشيمة المتقدمة وأسبابها، وكيف للطبيب أن يتعامل مع حالات المشيمة المتقدمة لضمان حياة آمنة للأم والجنين عند الولادة.
ما هي المشيمة المتقدمة؟ وما هي أنواعها؟
المشيمة هي عضو ينمو في الرحم مع تطور الحمل، ويمد الجنين بالغذاء والأكسجين اللازمين لنموه من خلال الحبل السري. من الطبيعي خلال الشهور الأولى من الحمل وجود المشيمة بالقرب من المهبل، وبتطور الحمل ونمو الجنين واقتراب الثلث الأخير من الحمل، ترتفع هذه المشيمة لأعلى الرحم، لتفسح الطريق للجنين ليتخذ الوضع المناسب للولادة.
ولكن في حالة المشيمة المتقدمة لا ترتفع المشيمة في الثلث الأخير من الحمل، وتستمر في الانخفاض نحو عنق الرحم، ويظهر ذلك في ثلاث صور:
- المشيمة المتقدمة الكاملة، والتي تغطي عنق الرحم كاملاً، وتمنع الجنين من أخذ وضع الولادة الطبيعي.
- المشيمة المتقدمة الجزئية، والتي تغطي جزءًا من عنق الرحم دون الجزء الآخر.
- المشيمة المتقدمة الهامشية، والتي تقع بالقرب من عنق الرحم ولكن لا تلامسه أو تقوم بتغطيته، وقد ترتفع هذه المشيمة من تلقاء نفسها دون الحاجة إلى أي تدخل طبي.
اعرف المزيد عن : المشيمة المتقدمة
اسباب المشيمة المتقدمة في الثلث الأخير من الحمل
لا توجد أسباب واضحة إلى الآن وراء الإصابة بالمشيمة المتقدمة، ولكن يُرجع الأطباء اسباب المشيمة المتقدمة إلى مجموعة من العوامل، منها:
- وجود تاريخ مرضي للإصابة بالمشيمة المتقدمة من قبل.
- الخضوع لعمليات جراحية سابقة في الرحم.
- وجود تاريخ مرضي للإصابة بأورام الرحم الليفية وإزالتها جراحيًا.
- الحمل في عمر 35 عامًا فأكثر.
- الحمل في أكثر من جنين.
اقرا عن : اعراض تقدم المشيمة
مخاطر المشيمة المتقدمة
إنّ تقدّم المشيمة واقترابها من عنق الرحم يتسبب في العديد من الأعراض، منها النزيف المهبلي خلال الثلث الأخير من الحمل (والذي تختلف شدته حسب نوع المشيمة المتقدمة)، وآلام في أسفل البطن والظهر.
وعند إهمال حالة المشيمة المتقدمة وعدم الاهتمام بمراقبتها خلال الثلث الأخير من الحمل، تؤدي إلى مخاطر جسيمة عند الولادة، منها:
- النزيف الحاد غير القابل للسيطرة عليه في أثناء الولادة، مما يدفع الطبيب لاستئصال الرحم.
- انفصال المشيمة عن جدار الرحم قبل اكتمال نمو الجنين.
- الولادة المبكرة قبل اكتمال نمو الجنين، الأمر الذي يسبب معاناة الجنين من مشاكل تنفسية فيما بعد بسبب عدم اكتمال نمو الرئتين.
اقرا ايضا عن : متابعة الحمل
ما هي التدابير الوقائية التي يتخذها الطبيب في حالات المشيمة المتقدمة؟
معرفة الطبيب اسباب المشيمة المتقدمة، ووصوله للتشخيص السليم لحالة المشيمة المتقدمة ونوعها يعتمد على استخدام الموجات فوق الصوتية في الفحص خلال الثلث الأخير من الحمل، وبمجرد تأكد الطبيب من تشخيصه، يضع بعض التدابير الوقائية التي تحافظ على صحة الأم والجنين، منها:
- محاولة إيقاف النزيف المهبلي الذي تعاني منه الأم باستخدام بعض الأدوية.
- المراقبة الدورية لحالة المشيمة بالموجات فوق الصوتية.
- إذا تمت الأم 37 أسبوعًا من الحمل مع استمرار النزيف، يلجأ الطبيب إلى الولادة القيصرية، وذلك للحفاظ على صحة الجنين والسيطرة على النزيف، وفي هذه الحالة يتم إعطاء بعض الأدوية التي تسرع من نمو رئة الجنين.
- يحرص الطبيب على تهيئة مكان الولادة، على أن يحتوي على جميع الاحتياجات الطارئة للأم والجنين.
- إذا لم تتم الأم 37 أسبوعًا من الحمل، ينصحها الطبيب بالراحة التامة، وعدم ممارسة أي مجهود بدني -مثل الجماع-، وتعويض الدم المفقود عن طريق شرب السوائل، ونقل الدم أو البلازما، والحرص على المتابعة الدورية مع الطبيب.
هل يمكن تفادي اسباب تقدم المشيمة؟
نظرًا لأن اسباب المشيمة المتقدمة غير محددة إلى الآن، وأن جميع العوامل المسببة لها عوامل لا إرادية ولا يمكن للإنسان التحكم بها، فلا يوجد طريق لتفادي تقدم المشيمة.
ولكن يمكن الحل السليم للتعامل مع مثل هذه المشكلة هو الحرص على تفادي مضاعفات المشيمة المتقدمة، والذي يبدأ بالمتابعة الدورية خلال فترة الحمل باستخدام الموجات فوق الصوتية، وعدم إهمال نصائح الطبيب في التعامل مع هذه الأعراض.
ختامًا ننصحكِ باختيار طبيبك بعناية، لأن خبرة الطبيب في حالات المشيمة المتقدمة تجعله قادرًا على التنبؤ بتطورات الحالة، والتعامل معها بالطرق المثلى التي تحفظ صحة الأم والجنين معًا.