ينتاب السيدات إحباطًا شديدًا عند علمهن بتكوّن الحمل خارج الرحم، فتبحث عن علاج دوائي له على أمل ألا تضطر إلى اللجوء للحلول الجراحية.
يحدث الحمل خارج الرحم في نحو 2% من الحالات، إذ تنغرس البويضة المُخصبة في مكان خارج الرحم وفي بيئة لا تدعم نموه وغالبًا ما تكون قناة فالوب، لذا يجب السعي إلى إيجاد علاج مناسب فور العلم بحدوث الحمل خارج الرحم، لأن استمراره قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة.
تابعي القراءة لمعرفة علاج الحمل خارج الرحم بدون جراحة، وإمكانية انتهاء هذا الحمل من تلقاء نفسه.
هل يمكن أن ينمو الجنين في مكان خارج الرحم؟
لا يستطيع الجنين أن ينمو خارج بيئة الرحم، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن ينتقل إلى الرحم إن تكوّن خارجه، لذا يكون مآله إما الامتصاص أو تمزق قناة فالوب، بناءً عليه يجب إنهاء الحمل إن حدث خارج الرحم قبل أن يفضي إلى مضاعفات خطيرة.
هل يمكن علاج الحمل خارج الرحم بدون جراحة؟
يمكن علاج الحمل خارج الرحم بدون جراحة، وذلك اعتمادًا على عدة عوامل، هي:
- حدة الأعراض: كلما كانت الأعراض أكثر حدة، كان التدخل الجراحي أولى، وتشمل الأعراض آلام البطن والدوار والنزف المهبلي، وقد تصل إلى انخفاض ضغط الدم والإغماء.
- حجم الجنين: إذ يجب ألا يزيد حجم الجنين عن 4 سم.
- مستوى هرمون الحمل في الدم: تقل نسب نجاح العلاج الدوائي إن زادت نسبة هرمون الدم، مثلما سنوضح لاحقًا.
يوجد وسيلتان غير جراحيتين لإنهاء الحمل في هذه الحالة:
علاج الحمل خارج الرحم بدون جراحة.. المراقبة الطبية
إن كانت حدة الأعراض بسيطة لدى الزوجة، وكان حجم الجنين صغيرًا فقد يلجأ الطبيب إلى الانتظار والمراقبة، فقد يُمتص الجنين وحده دون أي تدخل طبي.
لذا نُجيب عن السيدات اللواتي يتساءلن: “هل ينزل الحمل خارج الرحم لوحده؟”، بنعم يمكن أن ينزل الحمل بلا تدخل من الطبيب ودون أن تعاني الحامل أي أعراض.
ويتوقع ما يلي طيلة فترة المتابعة مع الطبيب الآتي:
- الخضوع لاختبارات الحمل بالدم بصفة دورية؛ للتأكد من أن مستوى هرمون الحمل β-hCG ينخفض حتى يختفي تمامًا.
- نزول بعض النزف المهبلي، لذا احرصي على استخدام الفوط الصحية.
- الشعور ببعض الآلام في منطقة الحوض، ويمكن تخفيفها بتناول أقراص الباراسيتامول.
وهنا ينصح الأطباء بضرورة مراقبة الحامل لحالتها والأعراض التي تظهر عليها أولًا بأول، وإخبار الطبيب إن تفاقمت حدتها.
اقرئي أيضًا: الولادة بدون الم
علاج الحمل خارج الرحم بدون جراحة .. الأدوية
إن لم يتقلص حجم الجنين تدريجيًا، فقد يلجأ الطبيب إلى وصف دواء يحتوي على مادة الميثوتريكسات، إذ توقف هذه المادة نمو الجنين وتذيب خلاياه المتكوّنة.
يعطى الميثوتريكسات على هيئة حقن في العضل، ويصف الطبيب الجرعة الأولى ثم يراقب مستويات هرمون الحمل في الدم، وقد يعطى جرعة ثانية إن لم تقل مستوياته.
يجب استخدام وسائل لمنع الحمل طيلة الثلاثة أشهر بعد أخذ جرعة الميثوتركسات، لأنه قد يضر بأجنة الحمل التالي، وقد يصاحب استخدامه الأعراض الجانبية الآتية:
- آلام البطن.
- الإسهال.
- الدوار.
- الشعور بإعياء.
هل يؤثر مستوى هرمون الحمل في نسب نجاح حقن الميثوتركسات؟
تزداد نسب نجاح إنهاء الحمل خارج الرحم بالميثوتركسات، كلما كان مستوى هرمون الحمل أقل في الدم، إذ وجد أن مستويات هرمون الحمل الأعلى من 10000 تخفض نسب نجاح الحقن إلى نحو 83%، أما إن زادت عن 15000 ستنخفض نسب النجاح إلى نحو 50%.
ماذا يحدث إن لم يلق العلاج الدوائي فائدة؟
إن لم يلقَ علاج الحمل خارج الرحم بدون جراحة نجاحًا وظل هرمون الحمل في ازدياد، فقد يسعى الطبيب إلى علاجه جراحيًا قبل أن يكبر الجنين ويتسبب في انفجار قناة فالوب، إذ يعد هذا الأمر حالة طبية طارئة ومهددة للحياة.
أيهما أفضل: العلاج الدوائي أم الجراحي لإنهاء الحمل خارج الرحم؟
لا يؤثر علاج الحمل خارج الرحم بدون جراحة أو بالجراحة في احتمالية حدوث حمل مستقبلًا سواء داخل أو خارج الرحم، وتعد الوسيلتان فعّالتين.
اقرئي أيضًا: عملية الولادة الطبيعية
إن راودكِ أي استفسار بشأن العلاج الدوائي للحمل خارج الرحم، فننصحكِ بالمتابعة مع الدكتور هشام جودة -استشاري أمراض النساء والتوليد وتأخر الحمل والأستاذ بكلية الطب جامعة القاهرة وعضو المنظمة الدولية للموجات الصوتية لأمراض النساء والتوليد-.