في مجتمعاتنا الشرقية يوجد اعتقاد خاطئ بأن الفتاة لا ينبغي لها زيارة طبيب النساء والتوليد إلا بعد زواجها، في حين أن التدخل لعلاج بعض المشكلات التي تعانيها الفتيات في وقت مبكر يُعزز قدرتهن الإنجابية فيما بعد مثل مشكلة تكيس المبايض. ولعل أشهر تساؤلات الأمهات حول هذه المشكلة هي “هل تظهر أعراض تكيسات المبايض على الفتيات المراهقات؟ وهل ينبغي استشارة الطبيب حينئذ أم الانتظار حتى زواج الفتاة؟”.
نناقش تفاصيل مشكلة تكيس المبايض وأعراضها لدى المراهقات والسيدات في فقرات هذا المقال.
هل تظهر أعراض تكيسات المبايض على الفتيات المراهقات؟
نظرًا إلى أن تكيس المبايض يصيب الفتيات بدءًا من عمر البلوغ، فحتمًا قد تظهر أعراضه واضحة لدى المراهقات، ولذلك يتعين على جميع الأمهات مراقبة بناتهن بعناية والسماع إلى كافة شكاواهم المتعلقة بالدورة الشهرية، أو بالتغيرات التي يلاحظونها في أجسامهم والتي تختلف عن أقرانهم في نفس السن.
ما هي أعراض تكيسات المبايض عند المراهقات والآنسات؟
تشمل أعراض تكيسات المبايض عند المراهقات والآنسات ما يلي:
- حدوث اضطرابات و تأخر في الدورة الشهرية بمعنى عدم انتظام مواعيدها أو غيابها من الأساس لأكثر من ثلاث دورات متتالية.
- نمو شعر زائد في مناطق معينة من الجسم خاصة الوجه والذراعين والصدر والظهر والبطن.
- زيادة الوزن خاصة في منطقة أسفل البطن.
- اسمرار الجلد في أجزاء معينة من الجسم خاصة في طيات الرقبة وتحت الإبط وفي منطقة الفخذين وتحت الثدي.
- ظهور حب الشباب بصورة كثيفة في الوجه والذراعين والظهر والصدر وصعوبة استجابته للعلاج.
- تساقط الشعر بغزارة وفشل الأساليب التقليدية في علاجه.
ولعل حديثنا عن أعراض تكيسات المبايض لدى المراهقات قد أثار تساؤلات المتزوجات عما إذا اختلفت هذه الأعراض عما لديهن أم لا.
أعراض تكيسات المبيض عند النساء المتزوجات
لا تختلف أعراض تكيسات المبيض عند النساء المتزوجات عن تلك التي ذكرناها سابقًا، ولكن قد يعانين عرضًا إضافيًا هو تأخر الإنجاب مدة تتراوح من 6 شهور إلى سنة بعد الزواج، وقد يكون ذلك العرض الوحيد الذي يميز هذه الظاهرة لدى السيدات.
ويرجع ذلك إلى أن بعض الحالات قد تعاني تكيس المبايض دون أعراض واضحة، ولا يكتشفن الإصابة إلا بمحض الصدفة بعد الزواج حين يعانين من تأخر الإنجاب.
ولعل معظم تساؤلات النساء حول هذا المرض تدور حول أسبابه ولما تتعرض فئات معينة منهن له دون أخريات.
قد يهمكِ الاطلاع على: أنواع تكيس المبايض.
ما هي أسباب تكيسات المبايض؟
لم يتوصل الأطباء إلى سبب محدد للإصابة بتكيس المبايض إلى الآن، ولكنهم لاحظوا وجود بعض العوامل المشتركة بين معظم الفتيات والسيدات اللاتي يُشخصن بهذا المرض، لعل أبرزها:
- الإصابة بالسمنة المفرطة أو النحافة الشديدة.
- العامل الوراثي.
- المعاناة من مقاومة الأنسولين وما تسببه من ارتفاع مستوى هرمون الذكورة لدى السيدات.
وجود هذه العوامل تسبب في ظهور أعراض تكيسات المبايض لدى بعض السيدات دون غيرهن، لكن ترى هل الأعراض كافية للتأكد من الإصابة بهذا المرض وبدء رحلة العلاج؟ هذا ما نناقشه فيما يلي من حديثنا.
هل أعراض تكيسات المبايض كافية لتشخيص المرض؟
رغم أن أعراض تكيسات المبايض مميزة للغاية ويمكن للأطباء تشخيص معظم الحالات مبدئيًا عن طريقها، فإنها غير كافية لرسم خطة علاجية مُحكمة لهذا المرض، ويُفضل الأطباء إخضاع الفتيات والسيدات لبعض الفحوصات للتأكد من صحة تشخيصهم.
وتشمل أهم هذه الفحوصات:
- تحليل مستوى هرمون الإستروجين في الدم.
- الفحص بالموجات فوق الصوتية.
- تحليل مستوى هرمون الذكورة في الدم.
- تحليل لمستوى السكر ومقاومة الإنسولين.
وتستعرض نتائج هذه الفحوصات حالة تكيس المبايض التي تعانيها السيدة ومن ثم يرشحها الطبيب إلى الأسلوب العلاجي الأنسب لها، إذ تختلف طبيعة العلاج بين الفتيات والمتزوجات.
ومن هذا الحديث ننوه أن علاج تكيس المبايض ضروري في جميع المراحل العمرية، وقد يتسبب تأخر علاج الفتيات في عواقب غير محمودة.
اصطحبي ابنتك لدكتور متخصص ولا تنتظري بلوغها سن الزواج
إذا تكررت شكوى ابنتك من اضطراب الدورة الشهرية وغيرها من أعراض تكيسات المبايض، فإن زيارة طبيب النساء والتوليد هو أفضل قرار تتخذينه في حق ابنتك، إذ يجنبها الخضوع للعلاج مبكرًا عديدًا من المضاعفات التي قد تلحق بها في المستقبل، لعل أشهرها:
- الإصابة بمضاعفات السمنة المفرطة مثل مرض السكري النوع الثاني وارتفاع ضغط الدم.
- المعاناة من صعوبة في النوم.
- زيادة خطر تعرضها إلى سرطان بطانة الرحم بسبب معاناتها المستمرة من خلل في التبويض، وتراكم بطانة الرحم فترات طويلة.
ولا يتوقف تأثير تكيس المبايض في ابنتك في هذه المرحلة وحسب، بل تنتقل مضاعفاته معها خلال مرحلة ما بعد الزواج إذ تعاني من:
- تأخر الحمل.
- زيادة خطر التعرض إلى مضاعفات عدة في الحمل مثل التسمم وسكري الحمل.
- ارتفاع فرص تعرضها للولادة المبكرة والولادة القيصرية.
وعليه قد تظنين أنكِ تحمين ابنتك بعدم عرضها على طبيب النساء والتوليد إلا بعد زواجها، وفي الحقيقة أنك تدمرين حالتها الصحية ومستقبلها الإنجابي دون وعي منك بذلك.
ويمكنك معرفة المزيد عن تفاصيل الزيارة الأولى لأي فتاة في سن المراهقة لدى طبيب النساء والتوليد وأساليب العلاج التي يتبعونها مع هذه الفئة العمرية من خلال حجز موعد مع الدكتور هشام جودة أستاذ دكتور أمراض النساء والتوليد والحقن المجهري وجراحات المناظير.
للحجز والاستفسار تواصلوا معنا من خلال الأرقام الموضحة في موقعنا الإلكتروني.