الأورام الليفية الرحمية هي أورام حميدة تنمو في مختلف مناطق الرحم وتصيب السيدات في سن الإنجاب، وقد تعيق الحمل أو تمنع اكتماله -بحسب موقعها وحجمها- لذلك يتم استئصالها مع الحفاظ على الرحم وعلى قدرة الزوجة الإنجابية.
ولكن كم تبلغ نسبة الحمل بعد استئصال الورم الليفي من الرحم؟ يمكنكن التعرف على إجابة ذلك السؤال بمطالعة هذا المقال.
كيف تسبب الأورام الليفية في الرحم تأخر الإنجاب؟
ما يقرب من 5-10٪ من الزوجات اللاتي يعانين تأخر الإنجاب لديهن أورام ليفية في الرحم، وعادةً ما يؤثر هذا النوع من الأورام في خصوبة الزوجات في الحالات التالية:
- وجود الأورام في المنطقة تحت المخاطية (Submucosal).
- إذا كانت الأورام كبيرًا يبلغ قطرها 6 سم، وكانت داخل جدار الرحم.
- إذا سببت تغيرات في شكل عنق الرحم مما يتعارض مع حركة الحيوانات المنوية.
- في حال تسببها في انسداد قناتي فالوب.
- إنْ أحدثت تغيّرات في شكل تجويف الرحم تتعارض مع حركة الحيوانات المنوية أو نمو الجنين.
- إنْ أثرت في كفاءة تدفق الدم داخل تجويف الرحم، فانخفاض التروية الدموية يقلل من قدرة الجنين على الالتصاق بجدار الرحم، بالتالي يزداد خطر
- الإجهاض والولادة المبكرة (في حال حدوث حمل مع وجود الأورام الليفية).
اقرأ أيضًا: استئصال الورم الليفي اثناء الولادة
كيف يتم استئصال الورم الليفي من الرحم؟
- يتم استئصال الورم الليفي في بعض الحالات التي يسبب فيها أعراضًا مؤلمة ومنها:
- نزيف خلال أيام الدورة الشهرية أو بينها.
- ألم في أسفل الظهر وأسفل البطن.
- ألم في أثناء العلاقة الزوجية.
يعد الاستئصال الحل الأمثل في حالة إذا كان الورم الليفي يسبب تأخر الإنجاب، أو يزيد من خطر الإجهاض. وتتعدد تقنيات استئصال الورم الليفي كما يلي:
الجراحة المفتوحة
يتم استئصال الورم الليفي الرحمي من خلال جرح كبير في البطن، وهو الإجراء المناسب في حالة وجود أورام ليفية كبيرة وعديدة.
استئصال الورم الليفي بمنظار البطن
يتم من خلال إجراء شقوق صغيرة في البطن وإدخال منظار البطن عبر إحدى تلك الشقوق، بالإضافة إلى إدخال الأدوات الجراحية من الشقوق الأخرى، ومن ثم تقطيع الورم الليفي إلى عدة أجزاء صغيرة واستئصالها.
استئصال الورم الليفي بمنظار الرحم
لا يتطلب إجراء أي شقوق ويتم بإدخال المنظار عبر المهبل إلى الرحم لإزالة الأورام الليفية الموجودة داخل تجويف الرحم.
ويحدد الطبيب نوع الإجراء المناسب بحسب حجم وموقع وعدد الأورام الليفية الموجودة في الرحم، وذلك من أجل الحصول على أفضل النتائج، وزيادة نسبة الحمل بعد استئصال الورم الليفي.
ذات صلة: استئصال الرحم بالمنظار
نسبة الحمل بعد استئصال الورم الليفي من الرحم
تقلق الكثير من الزوجات بشأن نسبة الحمل بعد استئصال الورم الليفي الرحمي، ولكن لا داعي للقلق، فالحمل بعد جراحات الاستئصال ممكنًا في معظم الحالات، وعادةً ما تتفاوت نسبة حدوث الحمل بعد تلك الجراحات طبقًا لمجموعة عوامل.
فتشمل العوامل التي تؤثر في امكانية الحمل بعد ازالة الورم الليفي من الرحم:
عمر الزوجة
معدلات الحمل ترتفع عند السيدات من هم أقل من 35 عامًا.
عدد الأورام الليفية التي تم استئصالها
إذا كان عدد الأورام الليفية التي تم استئصالها من الرحم قليلًا، فإن فرصة حدوث الحمل لدى الزوجة سوف تكون مرتفعة، ولن تحتاج -غالبًا- إلى تلقي علاجات تساعد على تعزيز الخصوبة.
حجم وموقع الأورام في الرحم
لوحظ أن الزوجات المصابات بأورام ليفية صغيرة الحجم، أو موجودة في المنطقة تحت المخاطية (أسفل بطانة الرحم الداخلية) يحققن حملًا ناجحًا بعد استئصالها.
وبعد الاطلاع على العوامل التي تؤثر في نسبة الحمل بعد استئصال الورم الليفي، بما تشمله من عدد الأورام وحجمها وموقعها، فإن النسبة تبلغ 39-56٪ تقريبًا.
استعدادات هامة لحدوث حمل سليم بعد استئصال الورم الليفي الرحمي
تستغرق مدة الشفاء بعد عمليات استئصال أورام الرحم الليفية نحو 3-6 أشهر تقريبًا، وينصح الأطباء بمحاولة الحمل بعد مرور هذه الفترة بسلام، وإذا كانت الزوجة ترغب في الحمل بعد استئصال الورم الليفي، فهناك بعض النصائح التي يجب وضعها في الاعتبار لزيادة نسبة الحمل بعد استئصال الورم الليفي:
اتباع نظام غذائي متوازن: التركيز على الصحة العامة والسعي إلى استعادة القوة البدنية خلال الشهر الأول بعد العملية يساعد على الاستشفاء السريع، وتقوية الرحم، ويمكن تحقيق ذلك من خلال اتباع نظام غذائي صحي غني بالبروتين، والحفاظ على رطوبة الجسم بشرب كميات كافية من الماء والسوائل.
متابعة الدورة الشهرية : ينبغي متابعة مواعيد الدورة الشهرية بعد العملية، فاختفاء أعراض الأورام اللفية، وانتظام الدورة الشهرية من العلامات الدالة على التعافي.
ممارسة الرياضة : عندما تتحسن صحة الزوجة يجب أن تبدأ في ممارسة الرياضة تدريجيًا.
استشارة الطبيب المتخصص : يُنصح بمراجعة الطبيب عدة مرات لفحص بطانة الرحم والتأكد من سلامة قناتي فالوب.
فإذا كانت بطانة الرحم جيدة وعادت الدورة الشهرية إلى طبيعتها، فقد تتمكن الزوجة من الحمل طبيعيًا، وإذا كان الطبيب يعتقد أن ذلك غير ممكن، فيمكن اللجوء إلى إحدى تقنيات الإخصاب المساعد التي تُساهم في رفع نسبة الحمل بعد استئصال الورم الليفي.
إذا كان لديكم أي استفسار أو كنتم ترغبون في حجز موعد لدى الدكتور هشام جودة -أستاذ أمراض النساء والتوليد والحقن وجراحة المناظير- يمكنكم التواصل معنا عبر الأرقام الموضحة في موقعنا الإلكتروني.
اقرأ المزيد: نصائح بعد عملية ازالة الياف الرحم